الأحد، 12 فبراير 2023

الإمارات والعراق.. علاقات أخوية يعززها التعاون في هذه المجالات.


الامارات



عزّزت دولتا العراق والإمارات علاقاتهما الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية خلال الآونة الأخيرة، في سياق محاولة أبو ظبي إعادة بغداد إلى الحضن العربي بعد أعوام عجاف أفسدت إيران فيها ما أفسدته في العراق.ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية شهدت نمواً متزايداً في الأعوام الأخيرة؛ حيث تعكس أرقام التبادل التجاري بينهما منحىً إيجابياً؛ إذ يبلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين حوالي 16 مليار دولار في مؤشر يعبر عن حرص البلدين على بناء شراكة تجارية وثيقة ومستدامة كما افتتحت الخطوط الجوية العراقية في أيار (مايو) عام 2021 خطاً جوياً مباشراً بين بغداد وأبو ظبي، وفق ما نقل موقع "إيلاف" في تقرير له حول العلاقات بي البلدين.

وظهر تحسن العلاقات بشكل كبير خلال الزيارة التي أجراها إلى أبو ظبي الخميس الماضي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ولقائه رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان، حيث أصدرت الإمارات والعراق بياناً مشتركاً في أعقاب الزيارة الرسمية.وأكدت البيان المشترك حرص البلدين على دعم الاستقرار بالمنطقة عن طريق تعزيز التواصل والحوار، والذي يعد السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار.

وبحسب البيان، الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام)، بحث الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي والتجاري والاقتصادي، وتبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأكدا أهمية العمل المشترك لتطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية.وأضاف البيان أنّ الجانبين اتفقا على أهمية انعقاد الدورة العاشرة من اللجنة المشتركة بين البلدين، لما لها من أثر مهم في تعزيز العلاقات ومتابعة جميع الملفات الثنائية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما تم الاتفاق على تطوير الإطار الناظم للتجارة الثنائية بين البلدين، والارتقاء به إلى مستوى الشراكة الشاملة، لتحقيق تكامل اقتصادي أوسع بين الدولتين، وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية ودفع معدلات النمو الاقتصادي بشكل عام.

وأشاد رئيس الوزراء العراقي بالدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، مقدماً التهنئة لاستضافة الإمارات لأعمال الدورة (28) لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 28) خلال العام الجاري، واتفق الطرفان على تعزيز التعاون في مجال العمل البيئي والحد من آثار التغيرات المناخية.

ووجّه رئيس الوزراء العراقي الدعوة إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لزيارة العراق.ومن جانبه، تقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالشكر والتقدير لرئيس الوزراء العراقي على تلبية الدعوة وزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة.والخميس، كان رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، قد وصل إلى الإمارات على رأس وفد رفيع لبحث تعزيز العلاقات، خلال أول زيارة يجريها لأبوظبي منذ تولّيه منصبه في تشرين الأول (أكتوبر) 2022.

وفي سياق متصل بعلاقة البلدين أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، أنّ استقرار العراق هو "استقرار للمنطقة وتعزيز لأمنها"، حسبما أوردت الـ"سي ان ان".وقال عبر حسابه على تويتر في تغريدات سابقة "كما يشكل أولوية للمواطن العراقي فهو محل اهتمام عربي وإقليمي".كما أضاف "نتطلع إلى عراق مستقر ومزدهر وقادر على معالجة مسائله الداخلية عبر الحوار والتوافق ليستعيد دوره الرائد والحيوي على المستويين العربي والإقليمي".

هذا وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة أمام مجلس الأمن مطلع الشهر الجاري عن تطلعها إلى أن يكمل العراق مساره نحو السلام والاستقرار، وأن ينعم شعبه بما يصبو إليه من أمن ورخاء.وجددت الإمارات، دعمها للعراق فيما يتخذه من إجراءات للحفاظ على ما حققه من مكتسبات في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه كلياً، مؤكدة إدانتها أي تدخلات في الشأن الداخلي العراقي وأي أفعال من شأنها أن تزعزع أمنه واستقراره.وقال مندوب الدولة السفير محمد أبو شهاب: إنه "مع تشكيل العراق حكومة جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد انتظار مطوّل، نرى أهمية البناء على هذه الخطوة المُرحّب بها، وإعلاء روح التكاتف والمصلحة الوطنية لتجاوز التحديات بما يخدم الأمن والاستقرار في العراق، ولهذا تتطلب الفترة المقبلة المضي قدماً في العمل الجاد لإجراء الإصلاحات اللازمة في شتى القطاعات"، وفق ما نقلت صحيفة "البيان" الإماراتية.



وقال أبو شهاب: "نرحب بتعيين ثلاث نساء في الحكومة الجديدة، وبالجهود المبذولة أخيراً لتمكين المرأة العراقية اقتصادياً"، مؤكداً أهمية الاستمرار في تعزيز المشاركة الهادفة والكاملة والمتساوية للمرأة في مختلف المجالات، خاصة في القطاعين العام والخاص، نظراً لدورها الجوهري في بناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة ومستدامة. واستنكرت الامارات الهجمات المتزايدة على العراق في الأشهر الأخيرة، مشددة على ضرورة أن يعرب المجتمع الدولي وبصوت واحدٍ عن رفضه لمثل هذه الأعمال التي لا تنتهك سيادة هذا البلد فحسب، وإنما تشكل أيضاً انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتهدد استقرار المنطقة".

وفي خبر أثار تفاعلاً كبيراً جداً عبر مواقع التواصل بالعراق أول من أمس، أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية بالعراق، القبض على المديرة العامة للمصرف العراقي للتجارة الأسبق "حمدية الجاف"، في الإمارات وتسليمها لبغداد بتهمة الفساد المالي والإداري.الإمارات أمام مجلس الأمن تؤكد دعمها لما حققه العراق من مكتسبات في مجال مكافحة الإرهاب، وإدانتها لأي تدخلات في الشأن الداخلي العراقيوبحسب بيان لهيئة النزاهة العراقية عبر موقعها الرسمي على الإنترنت ونقلته وكالة الأنباء العراقية، فإنّ دولة الإمارات العربية المتحدة قد قامت بتسليم الجاف، بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي السوداني لأبوظي ولقائه الرئيس بن زايد.

وبينت الهيئة أنَّه تمَّ إرسال (17) ملف استرداد إلى رئاسة الادّعاء العام؛ لغرض إرسالها إلى الإمارات؛ بغية تسليم المُدانة بالطرق الدبلوماسيَّة.وأضافت الدائرة أنَّ المدانة أحدثت ضرراً بالمال العام أثناء تسلمها منصب المدير العام للمصرف العراقيّ للتجارة (TBI) بلغ مقداره (1,116,024,788) مليار دولار أمريكي، "مُنوِّهةً بأنَّ هذه المبالغ تمَّ تحديدها في القرارات الجزائيَّة الصادرة عن المحاكم المُختصَّة بحقِّ المُدانة الهاربة".ووفقاً لمصادر نقلت عنهم وكالة "فرانس برس" فإنّ الحكومة الإماراتية تسلمت قوائم مطلوبين للسلطات العراقية، وتجري الآن متابعة القضايا، لاتخاذ القرارت فيها بما يتوافق مع القانون الدولي ومبادئ النزاهة والشفافية.

وفي إطار أوجه التعاون بين البلدين أعلنت الإمارات عن تقديمها منحة بقيمة 1.83 مليون درهم بالتعاون مع "مبادرة نادية مراد" بهدف تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطوير شامل لتوفير إمدادات المياه والإصحاح البيئي والنظافة الصحية في قضاء سنجار بالعراقوقال مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية سلطان الشامسي في تصريح أوردته وكالة (وام) الأربعاء الماضي: "تعمل دولة الإمارات على المساهمة في دعم كافة مشاريع إعادة الاستقرار في المناطق التي تضررت من هجمات تنظيم داعش الإرهابي في قضاء سنجار في محافظة نينوى بالعراق عبر توفير الخدمات الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً، خاصة النساء والأطفال وكبار السن من الأقلية الأيزيدية".


وأضاف: "نسعى من خلال المرحلة الثانية من المشروع إلى توفير إمدادات المياه والإصحاح البيئي والنظافة الصحية في 9 قرى إضافية في قضاء سنجار، وهي تأتي في إطار نجاح المرحلة الأولى من المشروع والذي حقق كافة أهدافه بتوفير المياه النظيفة بالكامل والصرف الصحي إلى 6 قرى أساسية في قضاء سنجار، بإجمالي عدد مستفيدين يتخطى 81 ألفاً".من جانبها، وجّهت سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2018 نادية مراد باسي، الشكر إلى الرئس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مبادراته لدعم استقرار الشعب العراقي وتعزيز فرص تحقيق السلام.وأعربت عن تقديرها لاستمرار المساعدات الإماراتية في توفير الخدمات الأساسية لعدد من القرى في قضاء سنجار العراق.

SHARE

Author: verified_user

0 Comments: