العراق يعتزم بناء متحف لعرض آثار من حضارة وادي الرافدين
أعلن وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أحمد فكاك البدراني أن الوزارة تعتزم بناء متحف جديد على مساحة واسعة في بغداد لعرض آثار تعود لعصور مختلفة من حضارة وادي الرافدين ويهدف المشروع إلى إبراز العمق التاريخي والحضاري للعراق أمام العالم وتعزيز مكانته الثقافية والسياحية ويُعد هذا المتحف خطوة مهمة نحو حفظ الإرث الحضاري وتقديمه للأجيال القادمة بصورة تليق بعظمة التاريخ العراقي.
وجاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر شمولية المقاصد السياحية المعاصرة الذي عُقد في العاصمة بغداد بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للسياحة حيث أكد أن السياحة العراقية والعربية يمكن أن تتكامل وتخدم بعضها البعض بشكل فعال وأوضح أن الآثار تمثل جذور أي أمة وتعبر عن هويتها وأصالتها الثقافية والحضارية.
وأشار الوزير في كلمته إلى أن توظيف الآثار في السياحة المستدامة يُعد من أهم الأهداف التي تسعى إليها الوزارة في المرحلة الحالية خاصة وأن العديد من المدن العالمية تحولت إلى متاحف مفتوحة بفضل حفاظها على تراثها وأكد أن صيانة وترميم المواقع الأثرية تعد جزءاً أساسياً من التنمية السياحية الشاملة للعراق.
وتطرق البدراني إلى مسألة حماية المواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد موضحاً أن الحماية لا تعتمد فقط على الجهود الأمنية بل على وعي المواطن ودوره في الحفاظ على هذا الإرث الإنساني وأكد أن نشر الثقافة الأثرية بين الناس يمثل أحد أهم ركائز حماية الآثار على المدى الطويل.
كما ذكر الوزير أن العراق استطاع خلال السنوات الماضية استعادة عدد كبير من الآثار التي نُهبت وسُرقت في فترات مختلفة بسبب الظروف والأحداث التي مرت بها البلاد وأوضح أن هذه الجهود جاءت نتيجة تعاون كبير على المستويين المحلي والدولي لإعادة الممتلكات الثقافية إلى موطنها الأصلي.
وختم البدراني حديثه بالتأكيد على أنه تم اختيار موقع كبير لبناء المتحف الحضاري الجديد مشيراً إلى أن ما تمتلكه المخازن العراقية من آثار يفوق بكثير ما هو معروض حالياً وأن هذا المشروع سيساهم في عرض كنوز حضارة وادي الرافدين التي تُعد مهد الحضارات الإنسانية وأساس تطورها عبر العصور.
